
أعلنت السلطات الإسرائيلية إصابة نحو 50 شخصًا، بينهم 3 في حالة حرجة، جراء سقوط طائرة مسيّرة في مدينة إيلات جنوبي البلاد، في هجوم تبنته جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، التي أكدت استهداف مواقع إسرائيلية بعدة مسيّرات.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجوم وقع مساء الأربعاء في منطقة سياحية تضم فنادق على شاطئ إيلات، ما أدى إلى إصابات مباشرة، بينما تم نقل الجرحى إلى مستشفيات مركزية في إسرائيل عبر مروحيات إسعاف.
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه حاول التصدي للطائرة قبل وصولها، وأطلق صاروخين من منظومة "القبة الحديدية" لاعتراضها، إلا أن العملية فشلت، لتصل المسيّرة إلى هدفها دون رصدها في الوقت المناسب.
تحقيقات أولية لسلاح الجو الإسرائيلي كشفت أن الطائرة المسيّرة لم تُكتشف في مراحل مبكرة من دخولها الأجواء، بخلاف المعتاد، حيث حلّقت على علو منخفض لمسافة تقدر بنحو 1800 كيلومتر قادمة من اليمن، ما صعّب على أنظمة الدفاع الجوي رصدها واعتراضها.
وفي أول تعليق رسمي، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم، مؤكداً أن استهداف المدن الإسرائيلية "لن يمر دون عقاب"، وأن إسرائيل ستوجه ضربة "موجعة" لجماعة الحوثيين، التي وصفها بـ"النظام الإرهابي".
وأضاف مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى مشاورات أمنية مع قيادة الجيش لبحث تعزيز قدرات الدفاع الجوي عن مدينة إيلات وسواحلها، في ظل التهديدات المتزايدة من الجنوب.
من جانبها، أعلنت جماعة أنصار الله مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنه جاء ضمن عملية مزدوجة استهدفت مناطق في إيلات (أم الرشراش) وبئر السبع، باستخدام طائرتين مسيّرتين، وأن العملية "حققت أهدافها"، في ظل ما وصفته بفشل الدفاعات الإسرائيلية في التصدي لها.
ويُعد هذا الهجوم الثاني خلال 24 ساعة، بعد أن كانت طائرة مسيّرة أخرى قد أصابت مطار رامون شمال إيلات في وقت سابق من الشهر الجاري، وأدت إلى إصابة شخص بجروح طفيفة.
يُشار إلى أن جماعة الحوثي كثّفت من هجماتها الجوية والبحرية على أهداف إسرائيلية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، معلنة أن عملياتها تأتي ضمن ما تصفه بـ"دعم المقاومة الفلسطينية ورداً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين في القطاع".
ووفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 11 شهراً أسفر عن استشهاد أكثر من 65,400 فلسطيني، وإصابة 167,000 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تفاقم كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل الحصار والقصف المستمر.
