أكد ميخائيل ميلشتاين، الضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، أن ما تروّجه الحكومة الإسرائيلية حول إنجازاتها في غزة لا يعكس حقيقة الميدان، مشيرًا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكّنت بعد ستة أشهر من الحرب من الحفاظ على قوتها، بل والخروج بمظهر المنتصر.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أوضح ميلشتاين أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفيها الأساسيين، وهما القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى، فيما تواصل الحركة إدارة شؤون القطاع عسكريًا ومدنيًا، وتبقى قادرة على شن هجمات متجددة رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها.
ووصف الباحث الوضع الحالي بـ"المفارقة الصادمة"، فبينما يعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على معظم مناطق القطاع وتدمير البنية العسكرية لحماس، تظل الحركة فاعلة في رفح وخان يونس وبيت حانون، وتستمر في تجنيد مقاتلين جدد وتعيين قيادات بديلة.
وأشار ميلشتاين إلى أن إسرائيل تعيش أحد أسوأ أوضاعها الإستراتيجية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ تواجه عزلة دولية متنامية بسبب حربها على غزة، محذرًا من "تسونامي سياسي" وشيك مع موجة اعترافات متوقعة بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة.
كما لفت إلى تدهور العلاقات مع دول عربية واحتمال انفجار أزمة إقليمية إذا مضت تل أبيب في مخطط ضم أراضٍ بالضفة الغربية، مشددًا على أن الرهان على مشاريع بديلة لحماس –مثل الاعتماد على العشائر أو بعض الفصائل المحلية– ليس إلا أوهامًا تسوّق للجمهور.
وختم ميلشتاين مقاله بالتأكيد على أن المعركة الأهم داخل إسرائيل نفسها، حيث باتت الحاجة ملحة لخطاب واقعي يعترف بالإخفاقات ويضع إستراتيجية واضحة، محذرًا من أن التمسك بالأوهام سيقود إلى مزيد من الخسائر والانكسارات.
