كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر السبت غاراته الجوية وقصفه المدفعي على أحياء عدة بمدينة غزة، مخلّفاً عشرات الشهداء والجرحى بينهم نازحون كانوا يتلقون المساعدات.
وأفاد مراسلو الجزيرة بأن طائرات الاحتلال استهدفت حي تل الهوى جنوب غربي المدينة بأحزمة نارية، كما قصف حي الصبرة ومحيطه، وفجرت القوات الإسرائيلية عشر آليات مفخخة في المنطقة. وفي غارة أخرى، استُهدفت مدرسة تؤوي نازحين وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد طفلين وإصابة آخرين، وفق ما أعلن مستشفى الشفاء. كما استشهدت امرأة في قصف بطائرة مسيّرة استهدف حي الصبرة.
بالتوازي، تحدثت مصادر فلسطينية عن إطلاق نار من القوات الإسرائيلية باتجاه مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات قرب محور نتساريم شمال مخيم النصيرات، فيما طال القصف المدفعي مناطق بمخيم البريج وسط القطاع، إلى جانب هجمات عنيفة شمال غربي مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع صلاح الدين، الذي كان قد فُتح مؤقتاً لتسهيل خروج الفارين من شدة القصف، مؤكداً أن الانتقال جنوباً سيقتصر من الآن فصاعداً على شارع الرشيد. وتسبب ذلك في موجات نزوح جديدة للسكان وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة ونقص حاد في وسائل النقل بعد تدمير آلاف المركبات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق بدء عملية برية أطلق عليها اسم "عربات جدعون" للسيطرة على مدينة غزة، بمشاركة فرقتين عسكريتين على أن تلتحق بهما أخرى قريباً، قائلاً إن هدفه "تدمير البنية التحتية لحماس".
إنسانياً، أكدت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع والحصار المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 440 شهيداً، بينهم 147 طفلاً، مشيرة إلى تسجيل أربع وفيات جديدة خلال الساعات الأخيرة. وتتهم السلطات في غزة الاحتلال بإغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما فاقم المجاعة رغم وجود شاحنات إغاثة متكدسة عند الحدود.
