
يدهشني فعلًا جنونُ العَظَمة، لِما يملكه أحيانًا من سُلطةٍ طاغية وقوةٍ خارقة!
فمَن غيرُه يستطيع أن يدفع بسياسيٍّ، اختار لنفسه صورةَ الأسد شعارًا، إلى مغامرةٍ مُنهِكة جسديًا ومريبة أخلاقيًا: أن يقطع سيرًا على الأقدام أكثر من ثلاثين كيلومترًا تحت شمسٍ حارقة، مصطحبًا نساءً وحتى أطفال جرَّهم جرًّا إلى هذا الاستعراض القاسي؟
موكبٌ مرتجلٌ لم يكن فيه أحد مُهيأـ سوى "الأسد" نفسه ـ لخوض مغامرةٍ شاقّة وغير مسبوقة كهذه. الدافعَ الوحيد لقائدها: المباهاة بالذات، واتخاذ الغرور تكتيكًا سياسيًا.
ولا يهم إن أتمَّ المناورة أم لا: الضجة الإعلامية حولها كفيلة، حسب حساباته غير المعلنة، بتحقيق مأربه.
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكِبَرِ وَالْغُرُورِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَنَاعَةَ وَالتَّوَاضُعَ".
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)