كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة داخلية غير مسبوقة، حيث غادر آلاف الجنود الخدمة النظامية منذ اندلاع الحرب على غزة، متأثرين باضطرابات نفسية حادة وتجارب ميدانية وصفت بـ"المروعة".
الصحيفة نشرت تحقيقاً مطولاً تضمن شهادات لجنود تحدثوا عن الضغوط النفسية القاسية التي تعرضوا لها خلال العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن بعضهم ترك القتال بسبب الإرهاق الشديد، بينما انسحب آخرون بعدما اصطدموا بما وصفوه بـ"صحوة الضمير".
أحد الجنود، ويدعى "يوني" من لواء ناحال، روى كيف أطلق النار اعتقاداً بوجود هجوم من المقاومة، ليتبين لاحقاً أنه قتل امرأة وطفليها. وأضاف: "لا تفارقني ملامحهم حتى اليوم، وما زالت صورهم تلاحقني في نومي".
جندي آخر، يعمل قناصاً، قال إنه أطلق عشرات الرصاصات يومياً على مدنيين بدعوى تجاوزهم "خطاً وهمياً"، مؤكداً أنه قتل "الكثير من الأطفال"، وأن أوامر قادته لم تترك له خياراً آخر، وهو ما جعله يغرق في الكوابيس والاضطرابات النفسية.
التحقيق أشار أيضاً إلى محاولات انتحار متزايدة داخل الجيش، حيث وثّقت هآرتس عدداً منها خلال العام الماضي، محذرة من أن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير مما يعلنه الجيش.
وبحسب مصادر في إدارة الموارد البشرية بالجيش، فإن حجم الظاهرة "مقلق للغاية"، مع إقرار بأن المؤسسة العسكرية تتعمد إخفاء البيانات أو التلاعب بها لتجنب المساءلة.
وتخلص الصحيفة إلى أن أهوال الحرب على غزة لم تترك أثرها على الفلسطينيين فقط، بل أحدثت شرخاً عميقاً داخل الجيش الإسرائيلي نفسه، حيث يتزايد عدد الجنود غير القادرين على الاستمرار في الخدمة العسكرية.
هل تفضل أن أختصر هذا الخبر ليكون على شكل برقية عاجلة، أم تبقيه بصيغة تقرير صحفي معمق كما هو الآن؟
