موزمبيق بعد 4 سنوات من التدخل الرواندي.. التمرد يتجدد واتفاقيات الأمن على المحك

خميس, 09/11/2025 - 08:23

بعد مرور أربع سنوات على نشر قوات رواندية وقوات من مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق، ما تزال الأوضاع الأمنية مضطربة رغم تأكيدات حكومة مابوتو بأن التمرد يقترب من نهايته.

ورغم الوجود العسكري الكثيف، لا تزال الجهود الأمنية تتسم بالتأخر ورد الفعل، في وقت يواجه فيه الرئيس الموزمبيقي دانيال تشابو تحديات متصاعدة تتعلق بالاضطراب السياسي الداخلي والتنافس على السلطة عقب الانتخابات العامة المتنازع عليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اتفاق أمني جديد بلا إستراتيجية واضحة

في 29 أغسطس/آب، أعلنت كيغالي ومابوتو توقيع اتفاق جديد يحدد الإطار القانوني لوجود القوات الرواندية، وسط تكهنات بإمكانية إقامة قاعدة دائمة في كابو ديلغادو. غير أن الاتفاق لم يقدم ملامح واضحة لإستراتيجية جديدة لمكافحة التمرد.

عودة التمرد وتكتيكات جديدة

الفصيل الرئيسي للتمرد، جماعة أهل السنة والجماعة، الذي تعرض لانتكاسات بين عامي 2021 و2022، أعاد تنظيم صفوفه تدريجياً. وتُقدّر أعداد مقاتليه بالمئات، مع تغيير تكتيكاته نحو تجنب المواجهة المباشرة وتنفيذ هجمات متفرقة استهدفت الجيش الموزمبيقي والقوات الرواندية، وأسفرت عن مقتل العشرات خلال الأشهر الأخيرة.

كما كثّف التنظيم علاقاته مع بعض المجتمعات المحلية، وبدأ بفرض ضرائب مرتبطة بالتهريب والجريمة المنظمة، في حين اعتبر عودة مئات الآلاف من النازحين فرصة لتوسيع نشاطاته.

هجمات دامية وتشريد الآلاف

شهدت مناطق بالما وموكيمبوا دا برايا خلال أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول هجمات دامية نسفت رواية الحكومة عن الاستقرار، إذ أسفرت عمليات للمتمردين في يوليو/تموز عن تهجير أكثر من 60 ألف شخص في غضون أسابيع.

ورغم توفر تحذيرات مسبقة، لم تتحرك القوات الموزمبيقية والرواندية إلا بعد نحو أسبوعين، الأمر الذي اعتُبر دليلاً على محدودية قدراتها الميدانية.

الغاز الطبيعي بين الأمن والاستثمار

تحتضن كابو ديلغادو مشروع الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة توتال إنرجيز بقيمة تفوق 20 مليار دولار. وبينما تستعد الشركة لاستئناف عملياتها بعد توقيع مذكرة تفاهم أمنية مع الحكومة، لجأت إلى نموذج "المنطقة الخضراء" المعزولة باستخدام أنظمة مراقبة متطورة، ما أثار انتقادات محلية لحرمان المجتمعات من العوائد الاقتصادية المباشرة.

جدوى القوات الرواندية محل تساؤل

رغم السمعة التي اكتسبتها رواندا كقوة أمنية فعالة، بدأت مكانتها تتراجع بعد تقليص قدراتها الجوية، واعتمادها على دوريات ثابتة تفتقر لمرونة مكافحة التمرد. وعلى غرار بعثة سادك التي سبقتها، لم تتمكن من تحجيم نشاط المسلحين الذين ما يزالون يتحركون في ثماني مناطق من أصل 17 بكابو ديلغادو.

انتهاكات وصعوبات هيكلية

تواجه قوات مابوتو اتهامات بارتكاب انتهاكات، من بينها قتل مدنيين على سواحل بالما وماكوميا في أغسطس/آب، في حين تبقى حماية السواحل نقطة ضعف مزمنة بفعل نقص الموارد.

وفي ظل هذه التحديات، يؤكد خبراء أوروبيون أن الحل الأمني وحده غير كافٍ، وأن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة –من فقر وتهميش سياسي– ستستغرق سنوات طويلة.

الفيديو

تابعونا على الفيس