أظهرت صور جوية حديثة لقطاع غزة دمارًا واسعًا شمل مناطق عدة بعد أشهر من القصف المكثف، حيث تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض مترامية لا تفصل بينها طرق أو مبانٍ قائمة. خاصة في شمال ووسط القطاع، اختفت المباني تمامًا وتحول الركام إلى طبقة كثيفة تغطي الشوارع الرئيسية والفرعية، مع بعض المناطق التي كأنها أزيلت تمامًا من الخريطة. كما ظهرت مقابر جديدة في أماكن غير معتادة وسط الأنقاض، دلالة على ارتفاع أعداد الضحايا وصعوبة الوصول إلى المقابر الرسمية.
الدمار طالت معه الخدمات الأساسية، حيث أقيمت العديد من الخيام على أنقاض منازل مدمرة دون بنى تحتية أو مصادر مياه وكهرباء. تشير تقديرات هندسية إلى تراكم أكثر من 45 مليون طن من الركام الناتج عن القصف، ما يتطلب سنوات لإزالته وسط استمرار الحصار وصعوبة دخول المعدات الثقيلة. وتلفت الصور الجوية إلى تضرر أو تدمير أكثر من 70% من المباني في القطاع، فيما لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول لمئات المواقع المشتبه بوجود ضحايا تحت الأنقاض.
تتكشف هذه المشاهد في ظل نقص حاد بالمساعدات، حيث تسقط طائرات المساعدات الغذائية من الجو بكميات لا تكفي سوى لبعض الأيام، مع تسجيل حالات وفاة ناجمة عن محاولات السكان جمعها، ما يعمق الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر والمهدد بأزمات صحية وبيئية شديدة. تمنع القيود على الحركة وعمليات القتال إمكانية وصول وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين للمناطق المنكوبة، لتبقى الصور الجوية وسيلة رئيسية لرصد حجم الكارثة التي أصابت غزة بشدة
