رغم التهديدات الأمنية التي اعترضت مسارها، تواصل سفينة "حنظلة" رحلتها الإنسانية نحو قطاع غزة لكسر الحصار، وذلك بعد استعادة الاتصال بها إثر انقطاع دام نحو ساعتين ليلة الخميس، بسبب اقتراب طائرات مسيّرة من أجوائها.
وكان تحالف "أسطول الحرية" قد نشر آخر ما سجلته كاميرات المراقبة على متن السفينة قبل انقطاع الاتصال، ما أثار مخاوف من احتمال تعرضها لهجوم. وأفاد مراسل الجزيرة محمد البقالي، المرافق للرحلة، أن طائرات مسيّرة حلقت قرب السفينة، ما دفع الطاقم إلى تفعيل خطة الطوارئ تحسباً لأي طارئ.
وبعد ساعات من الترقب، أكد التحالف استئناف الاتصال بالسفينة، وطمأن الجميع على سلامة أفراد الطاقم، وسط ارتياح واسع في أوساط المتضامنين الدوليين.
في هذه الأثناء، دعا ناشطون أميركيون وفرنسيون إلى تحرك عاجل من حكوماتهم لمنع أي اعتداء أو اعتراض من الجانب الإسرائيلي، مؤكدين أن مشاركتهم في الرحلة تأتي بدافع إنساني ومسؤولية أخلاقية تجاه ما وصفوه بجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة.
وتحمل السفينة على متنها 21 ناشطاً من جنسيات متعددة، من بينهم برلمانيون، فنانون، وحقوقيون، بالإضافة إلى طاقم إعلامي، أبرزهم مراسل قناة الجزيرة محمد البقالي. وتعد هذه الرحلة، التي انطلقت في 13 يوليو الجاري من ميناء غاليبولي الإيطالي، المحاولة السادسة والثلاثين ضمن سلسلة رحلات "أسطول الحرية" منذ تأسيسه.
وتجدر الإشارة إلى أن سفينة "حنظلة" هي بالأصل سفينة صيد تعود إلى عام 1968، وقد تم تخصيصها لهذا المسعى الرمزي والإنساني، محملة فقط بالناشطين وبعض الهدايا البسيطة لأهالي القطاع المحاصر.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 59 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، وتشريد نحو مليوني إنسان، في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر، بحسب تقارير أممية وفلسطينية.
المصدر : الجزيرة نت
