العيون – الحوض الغربي | يشكّل مهرجان العيون، المنظّم سنويًا في ولاية الحوض الغربي، حدثًا ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا بارزًا، يساهم بفعالية في تحريك عجلة التنمية المحلية وتعزيز الروابط بين السكان والأطر والمهتمين بالشأن الثقافي والسياحي.
منذ انطلاق نسخته الأولى، برز المهرجان كمنصة فاعلة في إنعاش السياحة الداخلية واستقطاب الزوار من داخل موريتانيا وخارجها، ما أدى إلى زيادة الإقبال على المنشآت السياحية، وارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق والنزل، وتحريك الأسواق المحلية خلال أيام المهرجان.
ويرى المراقبون أن للمهرجان أثرًا اقتصاديًا واضحًا، إذ تنتعش خلاله أنشطة تجارية مختلفة، من مطاعم وأسواق حرفية إلى خدمات النقل والمبيت، ما يوفر فرص دخل إضافية لعدد كبير من سكان الولاية. كما يوفّر المهرجان فرصة مهمة للترويج للموروث الثقافي للمنطقة، ويعزز الإحساس بالانتماء من خلال حضور أبناء الحوض الغربي المقيمين في نواكشوط وخارجها.
وفي هذا السياق، أكد بعض الأطر والشخصيات الوطنية وأبناء الولاية أن المهرجان يمكنهم من زيارة أهلهم في الولاية وقضاء العطلة معهم كل سنة، حيث كانوا قبل المهرجان يقضون سنوات طويلة بعيدين عن الولاية وأهلهم وأقاربهم. ويعتبر حضور المهرجان فرصة ثمينة للتواصل الاجتماعي وتجديد الروابط الأسرية، مما يعزز من قوة النسيج الاجتماعي في المنطقة.
ويجمع المهتمون على أن مهرجان العيون تجاوز دوره الترفيهي ليصبح أداة تنموية حقيقية، تُسهم في تحقيق التقارب الاجتماعي وتنشيط الاقتصاد، كما تسلط الضوء على إمكانيات الحوض الغربي السياحية، وتدعو إلى استثمارها بشكل أوسع ومستدام.
لكن يظل السؤال مطروحًا: هل سيتم العمل على تطوير هذا المهرجان ليتحول إلى منصة سياحية وطنية دائمة، تدعم الاقتصاد وتستقطب الاستثمار في المنطقة؟
