الدوحة وواشنطن: مفاوضات حاسمة بين إسرائيل وحماس

أحد, 07/06/2025 - 23:29

توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي خطوة متزامنة، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسفر إلى واشنطن اليوم الاثنين للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ستشمل المباحثات ملفات متعددة تتعلق بوقف الحرب في غزة، الملف الإيراني، وقضايا التطبيع مع دول المنطقة

تأتي هذه الزيارات في ظل توترات إقليمية معقدة، حيث تسعى إدارة ترامب إلى مراجعة استراتيجية شاملة بعد التطورات الأخيرة التي أعقبت القصف الأمريكي-الإسرائيلي لمفاعلات إيران النووية، وتأثيراتها على الأوضاع في سوريا ولبنان. ويُنظر إلى القضية الفلسطينية كعقدة مركزية في هذه المعادلات الإقليمية، إذ تحاول إسرائيل معالجة الملف الفلسطيني عبر استراتيجيات عسكرية وسياسية تشمل عمليات عسكرية في غزة، التوسع الاستيطاني، وتقويض الشرعية الفلسطينية، لكنها تواجه تحديات دولية وعالمية تحول دون إلغاء القضية الفلسطينية.

في الدوحة، تسعى المفاوضات إلى إيجاد إطار لوقف إطلاق النار، حيث أبدت حركة حماس موقفاً إيجابياً تجاه المقترح الأمريكي، لكنها أبدت تحفظات على تفاصيل توزيع المساعدات وضمانات الانسحاب الإسرائيلي الكامل. بالمقابل، ترفض إسرائيل أي تنازلات تسمح لحماس بالبقاء مسلحة، وتصر على نزع سلاح الحركة كشرط أساسي للهدنة.

زيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي في وقت يزداد فيه الضغط الشعبي الإسرائيلي لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، وسط انقسامات داخل الائتلاف الحكومي حول هذا الملف. ويرى نتنياهو أن اللقاء مع ترامب سيكون حاسماً في دفع جهود تحرير الرهائن وضمان أمن إسرائيل، مؤكداً عزمه على القضاء على تهديد حماس.

من المتوقع أن تتناول المباحثات في واشنطن "الصفقة الشاملة" التي تشمل إنهاء الحرب في غزة، إطلاق سراح الأسرى، توسيع اتفاقات التطبيع لتشمل دولاً أخرى مثل السعودية وسوريا ولبنان، والتنسيق الاستراتيجي بشأن إيران. ورغم الأوهام المشتركة بين واشنطن وتل أبيب حول حل القضية الفلسطينية، إلا أن الواقع الإقليمي يعيد التأكيد على أن القضية الفلسطينية تبقى محور النزاع ولا يمكن تجاهلها.

تجدر الإشارة إلى أن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 أدت إلى مقتل آلاف الفلسطينيين والإسرائيليين واحتجاز مئات الرهائن، ما يضيف بعداً إنسانياً ملحاً للمفاوضات الجارية. ويأمل الطرفان في أن تسفر هذه الجهود الدبلوماسية عن هدنة دائمة توقف نزيف الدم وتفتح الباب أمام حلول سياسية مستدامة.

الفيديو

تابعونا على الفيس