
انطلقت صباح اليوم الخميس قافلة "الصمود" البرية، التي تضم مئات الناشطين من تونس والجزائر وليبيا، من مدينة الزاوية باتجاه مصراتة في ليبيا، ضمن تحرك شعبي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وتضم القافلة أكثر من 1500 مشارك موزعين على نحو 20 حافلة و350 سيارة، من بينهم أطباء ومتضامنون من مختلف الجنسيات، يسعون للوصول إلى معبر رفح على الحدود المصرية مع غزة خلال الأيام المقبلة.
وحظيت القافلة باستقبال جماهيري واسع في زليتن، ثالث محطاتها داخل ليبيا، فيما وجه المجلس البلدي لمصراتة واللجنة العليا لحملة المساعدات الليبية دعوة للأهالي للمشاركة في استقبال القافلة دعماً لصمود الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ورغم الزخم الشعبي، لا يزال الغموض يكتنف موقف السلطات في شرق ليبيا بشأن السماح للقافلة بالمرور عبر المناطق الخاضعة لسيطرتها، في حين شددت السلطات المصرية على ضرورة الالتزام بضوابط تنظيمية صارمة لدخول المنطقة الحدودية مع غزة، مشيرة إلى أن أي طلب خارج الأطر الرسمية لن يُنظر فيه حفاظاً على أمن الوفود.
وأكد منظمو القافلة أنهم أجروا اتصالات رسمية مع الجانب المصري منذ أسابيع، وأوضحوا أهداف التحرك، مشددين على رغبتهم في التنسيق الكامل مع السلطات المصرية وعدم دخول الأراضي المصرية دون موافقة مسبقة.
في سياق متصل، تتواصل التحركات الأوروبية الداعمة لغزة، حيث شهدت لاهاي تجمعاً أمام محكمة العدل الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، كما تستعد مسيرة أوروبية للانطلاق نحو مدن رئيسية مثل بروكسل وباريس وجنيف، بمشاركة ناشطين من مختلف الجنسيات. وفي بلجيكا، نظم محتجون وقفة أمام مقر شركة تزود إسرائيل بقطع غيار الطائرات، مطالبين بوقف تصدير الأسلحة.
على الصعيد السياسي، اتخذ إقليم توسكاني الإيطالي قراراً بقطع العلاقات مع إسرائيل، في خطوة تعكس تصاعد الحراك الدولي الرافض للحرب على غزة، والتي تسببت في أزمة إنسانية خانقة منذ إغلاق المعابر في مارس الماضي، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المدعومة أميركياً والتي أوقعت عشرات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الضغط الشعبي والدولي من أجل إنهاء الحصار ووقف الهجمات على المدنيين في غزة، في وقت تتزايد فيه المبادرات التضامنية عربياً وأوروبياً دعماً للقضية الفلسطينية.