منذ تعرفي على گي الحاج، الشاب الموريتاني المنحدر من مقاطعة السبخة، خلال الانتخابات البلدية والنيابية، أيقنت أنني أمام شخصية فريدة. لم أكن أعرفه من قبل، لكن ما إن تواصلت معه، حتى وجدته شابًا يتحلى بأخلاق رفيعة وتواضع استثنائي. في البداية، ظننت أنه كسائر الشباب الذين ينشطون أثناء الحملات الانتخابية، يتقربون من الناس لأغراض سياسية تنتهي بانتهاء الحملة. إلا أن گي الحاج خالف هذا التصور، فقد استمر بنفس القرب من الناس وأثبت أن أخلاقه العالية ليست مجرد تكتيك سياسي بل أسلوب حياة.
عندما تم تعيينه أمينًا عامًا لوزارة التجارة، توقعت أن يتحول كغيره ممن تُغير المناصب الرفيعة طبيعتهم، لكن لسان الحال رد علي حسن ظنك فان الفتى غير. بدلاً من الابتعاد عن المواطنين أو تغيير رقم هاتفه، ازداد گي الحاج تواضعًا، وواصل التفاعل مع البسطاء بنفس الحماس والاحترام. بخلاف العديد من الشخصيات التي تبتعد عن أصولها أو دوائرها الاجتماعية عند الوصول إلى مناصب عليا، بقي گي الحاج مرتبطًا بمقاطعته السبخة، لا كواجب سياسي، بل كتعبير عن وفاء حقيقي لأهله ومجتمعه.
ما يميز گي الحاج هو أنه لم يكتفِ بالحفاظ على علاقته بالناس، بل عمل على تحقيق إنجازات ملموسة في وظيفته. على مستوى وزارة التجارة، ترك بصمة واضحة من خلال جهوده المضنية وخططه الطموحة التي ساهمت في تحسين الأداء الإداري وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين. لم يكن عمله محصورًا بمقاطعته فقط، بل امتد أثره ليشمل الجانب الاداري وخير دليل على ذلك انجازاته الشاهدة في وزارة التجارة.
گي الحاج يجسد صورة الإطار الموريتاني الذي يحتاجه وطننا، شخصية تجمع بين الأخلاق العالية، والكفاءة، والتواضع. إن استمرار أمثاله في المشهد العام هو مصدر أمل لكل من يؤمن بأن القيادة ليست امتيازًا بل مسؤولية.
