
تكرار الكلام السياسي والخطابات والبيانات وما الى ذلك من اقوال سمعناها مرارا، لم يعد امرا مجديا ولا قيمة له، بل ان فيه مضيعة للوقت ومساع لزرع غير المعقول ولا المقبول، في عقول من يهتم به او يتابعه.
الواقع المدمر للاحتلال هو ما يقوم به ليس لمرة واحدة ولكن بالتكرار، ونحن نعاني وندفع الثمن غاليا من ارضنا ومستقبلنا، وآخر ما قام به هذا الاحتلال البغيض، وليس اخيره، هو اصدار 85 امرا عسكريا لوضع اليد على مساحات واسعة من اراضي القدس ومحيطها والاستيلاء على 350 دونما من اراضي القرى والبلدات المجاورة.
كما ان شابا اصيب بجراح خطيرة بالقدس وتم اعتقال آخر على حاجز قلنديا، وحدثت اقتحامات لمدينة القدس واعتدى المستوطنون على اهلها ومحيطها.
وكما قال الرئيس ابو مازن في خطابه بالأمم المتحدة ، فقد صدر منذ العام 1948 حتى اليوم نحو الف قرار حول القضية الفلسطينية واعتداءات الاحتلال ولكن لم ينفذ اي قرار منها، وظل القرار للأقوى والمتغطرس الذي لا يفهم ولا يريد ان يفهم سوى التوسع وبناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الارض وتهجير المواطنين كلما امكنه ذلك.
وقد سمعنا ان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية اصدر بيانا اكد فيه ان عنف المستوطنين يشرد الفلسطينيين وهو يتزايد وقد تم نزوح اكثر من الف شخص منذ العام الماضي، واكد هذا البيان الصادر عن الأمم المتحدة ان حوادث مرتبطة بالمستوطنين تؤثر يوميا على الفلسطينيين وحياتهم وارضهم.
هذا وما يزال المسجد الاقصى المبارك يتعرض للاعتداءات حيث اقتحمه اكثر من 200 مستوطن واقاموا صلوات تلمودية وشعائر دينية في ساحاته، كما ان بطريرك القدس للاتين بتسابالا عقد مؤتمرا صحفيا في مقر البطريركية في باب الخليل بالقدس تحدث فيه عما تتعرض له الكنائس ورجال الدين من اجراءات ومضايقات بايدي الشرطة في القدس وغيرها واستفزازات من المتطرفين اليهود المتدينين.
الكلام لم يعد مؤثرا ولا يستمع اليه احد، ولا بد من وقفات جادة عملية وميدانية للعمل على وقف ممارسات الاحتلال والمستوطنين بالدرجة الاولى.
المصدر : صحيفة القدس