
الكثير من الحركات الشبابية والمنظمات المنادية بالتوظيف وكلام عن أن بطالة تشمل ما كان لتغطي ما سيكون خريجوا الجامعات بلا عمل واجهة سوداوية طالما اختبأ وراءها واقع التشغيل في موريتانيا ولكن هل فعلا هم عاطلون عن العمل ويبحثون عن العمل ومستعدون للعمل الإجابة ستكون طبعا "لا" في ما يتعلق بالاستعداد للعمل .
لان آلاف من الشباب الموريتاني يرفض العمل ليس لشيء إلا لان هذا العمل لا يناسبه وهو ابن فلان وفلان أو حصل على مستوى تعليمي ولا يمكنه العمل إلا في مهنة تناسب ذالك المستوى وليس لديه مشكلة إن كان العمل أعلى مستوى من الشهادة (مع بعض فيتامين واو) فموريتانيا شاهدة على عشرات مرات الرفض لوظائف بكلمة واحدة "لا تناسبني"ثم كم الناس يعير القطاع الخاص أي دور في التشغيل بل لا يعتب عملا أصلا .
ما نفوته ونضيعه على أنفسنا أصبح سوقا خصبة للأجانب الذين يحولون ما نراه نحن كموريتانيين فتات العمل إلى مشاريع رائدة تعتمد عليها حياتنا ونشتري منها في وقت كان المفروض أن تكون مشاريع شبابية موريتانية بحتة في مجالات عديدة "البناء – إعادة التدوير – الأسماك .
صحيح ثمة ضعف هيكلي ونقص في التمويل والتنظيم من طرف الدولة ولكن هل بذلنا نحن الباحثون عن العمل الجهد الكافي للرفع من قدراتنا ومستوانا الثقافي والإنتاجي قصد الرقي ببلدنا فما مبرر أن يطلب الموريتاني مهنة لا يستحقها بحجة انه خريج جامعة في وقت لا يتكلم إلا" لغة واحدة" هل يتماشى هذا مع سوق العمل ...؟ وبالتالي سيضطر للجوء للوساطة والتي إن حصل على وظيفة من ورائها فانه بأي حال لن يستطيع تطوير هذا العمل ليشمل شباب آخرين لأنه قاصر فكريا و في ما يخص الطموح لان من يحصل على وظيفة جاهزة ليس كمن يعمل من اجل وظيفته بنسفه وعمل على تطويرها .
في الواقع ثمة العديد من الناس الذين بدؤوا من الصرف ليصلوا إلى القمة , فهل كان مطلوبا من الرئيس الفنزويلي أن يرفض الرئاسة لأنه سائق شاحنة أم يأبى سوق الشاحنة لأنه يحلم أن يكون رئيس .أم على أردغان رفض السياسة للتفرغ لكرة القدم أو العكس" ليس المهم الحلم بل الأهم التخطيط للحلم ليصبح هدفا".
على كل شاب موريتاني أن يفهم ويعرف انه ليس المهم الوظيفة الكبيرة التي تحصل عليها بقدر ما مهم أن تجعل من العمل العادي عملا كبيرا بجهدك و كدك لان هذا هو مقياس استحقاقك ودورك في بناء مجتمع .وليست الوظائف الجاهزة هي التي يحتاج الشباب لبناء مستقبل مهني ناجح من اجله ومن اجل وطنه .
بقلم : الشيخ الحسن الوالد