دولة الاحتلال أسوأ الاحتلالات التي مرت على العالم ، فهي الى جانب انها دولة احتلال احلالي اقتلاعي عنصري ، فهي بلا اخلاق ومعدومة الانسانية ، وهو ما يعرفه العالم برمته ، ولكن لا أحد يجرؤ على قول الحقيقة بالنسبة لهذه الدولة.
فكم من مرة قامت بإلقاء أسرى ومرضى وغيرهم على جنبات الطرق وعلى أرصفة الشوارع ، وهم في حالة إعياء شديد جراء ممارساتها وجرائمها بحقهم لدرجة وصلت الى فقدانهم الوعي ، دون ان تقدم لهم العلاجات اللازمة او تكلف نفسها بابلاغ الارتباط الفلسطيني بأنها ألقت بهؤلاء على الشوارع ، ليتسنى للجانب الفلسطيني أخذهم ونقلهم الى المشافي لتقديم العلاجات لهم.
الاسير محمد عبيد من قرية عنزة في محافظة جنين ، حيث القت به على جانب الطريق وهو مغمى عليه جراء وضعه الصحي الصعب ونقص في التغذية ، الامر الذي أفقده الوعي ، والأدهى والأمرّ من ذلك انها ألقت به على الطريق في الجانب الاحتلالي من احد الحواجز الاسرائيلية في منطقة الخليل ، وتركته دون ان تخبر ذويه او حتى الارتباط الفلسطيني.
وبقي على هذه الحال لحين قام أحد العمال الفلسطينيين بنقله الى خارج الحاجز العسكري، حيث كان ذويه في انتظاره ، مع نهاية حكمه البالغ 18 شهرا ، حيث لم يتعرف عليهم وجرى نقله الى المستشفى للعلاج.
فهذا السلوك الهمجي وغير الانساني لدولة الاحتلال يعتبر جريمة حرب يحاسب ويعاقب عليها القانون الدولي الانساني ومحاكم الجنايات في جميع الدول التي تدّعي الديمقراطية وحقوق الانسان الى جانب محكمة الجنايات الدولية.
ورغم ان هذا السلوك العنصري غير مستغرب من دولة الاحتلال التي قامت على انقاض شعبنا وشردت اكثر من نصفه في الشتات ، الا ان العالم قاطبة لم يتخذ أي اجراء بحق هذه الدولة القائمة على السلب والنهب والقتل، بل على العكس من ذلك فإن الولايات المتحدة والدول الاوروبية الكبرى ، تقف الى جانبها وتقدم لها كل وسائل الدعم اللازم ، ما يعني أنها ، أي هذه الدول، شريكة في الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته.
فأي دولة هذه التي لا تراعي حقوق الانسان وتمارس مثل هذه الجرائم ، دون حسيب او رقيب ويتم التعامل معها على أنها فوق القوانين والاعراف الدولية ، في حين يتم معاقبة ومحاسبة أي دولة أخرى ارتكبت او قد تحاول ارتكاب مثل هذه الجرائم.
ان ما قامت به وتقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات وجرائم يندى لها جبين الانسانية هي وصمة عار على جبين الدول التي تدّعي الديمقراطية وترفع شعارات زائفة بأنها مع حقوق الانسان ، في حين انها تشجّع دولة الاحتلال على جرائمها.
