
فكرت كثيرا في كتابة هذه السخافات لعلمي بعاقبة تأويلها لدى جمهور الإخفاقات، فحراس المعبد يحتاجون فقط للوازع النفسي ليصبوا أحقادهم على من يقول الحقيقة في هذه الأرض، فكرت كثيرا لأنه ليس من عا دتي التطبيل والتزمير بحمد المسؤول والمنتخب خصوصا إذا كان من خردة النخب التي ملأت أرضنا منذ 40 سنة.
فلاشئ هنا رمادي على الاقل لنمتدحه أو ننوه به ,لأن السواد يليق بنا دائما، فحتى البوادي والقفار على صفاءها أضحت تليق بنا بعد أن حولوها لمطرح أزبال كبير. فكرت كثيرا لأن الإنسان معدوم فينا وبيننا فما تكاد تخاطب البشر حتى تجد المخاطب من أصناف الحجر!!
لكن هذه المرة كان لابد من الكلام، لابد من إنصاف المستحق وإنزال المستبد ووضع النقاط على حروفها 'علنا نحقق حلما يسيرا من وطن يراد لنا أن نعيش فيه عيش الجرذان.
تحدثت عدة مصادر أن سلطة منطقة انواذيبو بعدما انهكت كاهل الساكنة و آتت على الأخضر واليابس منذ نشأتها إلى اليوم هدمت بيوت الساكنة في مناطق عدة متفرقة لم يسلم منها من بني على يده انواذيبو. هدمت منازل ب كبانو و قلنا عله خير لنا و سنعوض عنه ولن نتعارض مع مصالح الدولة اليوم. وقفت على رواية خطيرة و خطيرة قرب مخفر الشرطة الذي بكبانو مجموعة بقع أرضية لفئة واحدة من بني عمومة الرئيس الحالي لسلطة منطقة انواذيبو الحرة. لم يعد السكوت مقبولا عن هذه الجريمة المنظمة والكاملة المعالم في إقصاء واضح للساكنة فلولا الكمامة التي توزعها المنطقة الحرة والمعقمات التي ابتلينا بها لشممنا رائحة العنصرية.
تكلم تمت ، إصمت تمت ، إذن تكلم ومت"
الإرهاب الفكري له علاقة طويلة مع مجتمعنا.و غير بعيد عنا حقبة الإعتقالات على خلفية الكلمة الحرة ومحاولة إبداء الرأي ولو كنت تدافع عن حقوق إجتماعية ثابتة ومتعارف عليها، ولا داعي لنذكر بتفاصيل تلك الحقبة فالجميع إن لم يكن متضررا منها فهو خبير بتفاصيلها فللإرهاب جذور عميقة في تاريخنا، وما يهمنا هنا هو الإرهاب الفكري الذي يمنع الإنسان من حرية التعبير وإبداء الرأي حيال القضايا التي تهم مجتمعه وبالتالي تعطيل القدرات البناءة في مجتمعٍ لا يزال قيد النمو فكريا ونفسيا وثقافيا , وما محاولة بعضهم اليوم تكميم الأفواه ولجمها بإرهابه إلا خطوة لإعادتنا الى الحقبة السوداء التي تم القطع معها أو هكذا يبدو لنا، فلسان حالهم يقول :كل من لا يتفق معي فهو عدوي, كل من يخالفني الرأي يجب أن أقمعه... هذا هو ببساطة مفهوم قانون المواطن الذي يريدوننا أن نتبعه ولكننا نقول ونؤكد لهم أنه ليس ذنبنا أننا قررنا في هذا الحيز أن نتكلم بحرية وصدق ومسؤولية، ولا ذنب لنا أن ولادتنا كانت على أرضية صخرية متصحرة يستحيل على نباتات الحرية أن تنبت فيها فضلا على أن تزهر وتثمر، لا ذنب لنا في كوننا تشكلنا داخل أرحام مُغتصبة، ورضعنا القهر من صدور أمهات كان القهر والإذلال هو خبزهن اليومي في هذه البقعة الأرضية العائمة على البحر، وليس ذنبنا حين جُررنا من أذاننا إلى كتاتيب التحفيظ ليتم تلقيننا الوصايا الخاصة بالتعبير وإبداء الرأي، لم يكن ذنبنا حين قُيدنا إلى مقاعد الدراسة لندرس الذل والخنوع والطاعة العمياء ونكافأ حين نتفوق في ذلك بالجلوس مقرفصين الى أن يحين وقت الذهاب إلى القبر لنرقد ونحن نحمل معنا غصة وحسرة البكم الأبدي، بل نحن محظوظون جداً لأننا لم نكن إلا ما نحن عليه اليوم، محظوظون أننا لم نركب زوارق الموت ونترك السراق ينهشون ما تبقى لنا من عزة وكرامة، ومهم جدا أن يعلموا أنه كان بالإمكان أن نغتال الوطن من الخلف فقررنا أن نتحلى بالمرونة لعلها تحيلنا الى أفاق واعدة للأجيال القادمة على الأقل، نعم محظوظون أننا قررنا أن نكون هنا الى الأبد وأن نحب أمنا جميلة كانت أو قبيحة، وأن نجابه مشاكلنا وجها لوجه وأن لا نولي الدبر للفساد، محظوظون جدا أن الله حبانا بنعمة الصراخ ولم يبتلينا بالبكم والخنوع كما هو حال الغالبية داخل البيت. حتى يسمعنا رب البيت ومن في البيت، محظوظون أننا لم نختر تلك الحياة التي يريدها لنا بعضهم هنا وهو يرانا نعانق كؤوس الخمر الرذيلة و لفافات التخدير ونبقى متفرجين بعدها على ما يقوم به الجاثمون على مصائرنا ونحن خارج المدار الواقعي.
إجلسوا قبالة بعضكم وأدرسوا علم الإجتماع السياسي وقولوا لنا بربكم هل نحن منذ قذف بنا في أرحام الشقاء وما تعرضنا له من ويلات. ناظروا هذا الفساد الجاثم على صدورنا وهذه الآفاق المسدودة منذ القدم في وجه أحلامنا???? وسائلوا أنفسكم، هل كان يجب أن يتكون مثلنا في جحيم المعاناة ليفتح معكم النقاش ويوجه إليكم أصابع الإتهام حتى تصححوا المسار ???أم كان الأولى بنا أن نخرج سفاحين وقتلة ومصاصي دماء،??? والحق أقول فهناك مسؤولون بيننا ورجال أعمال لا مكان يلائم جشعهم وأطماعهم وفسادهم إلا السجن أو القبر. فإن أعم الأشياء نفعا موت الأشرار كما قيل قديما، ولكننا أخترنا طريق الجهاد بالكلمة وسنواصل على الدرب نفسه فإن طاروا طرنا معهم وإن نزلوا عليهم أن يفهموا حالة المنطقة السفلى في مجتمعنا وأن يعالجوا الوضع قبل فوات الأوان، ولازال فينا عرق صغير من عروق إنسانيتنا المُهشمة ينبض، فنحن ضحايا جلادين أخطبوطيين يريدون الحكم علينا بالموت أحياء وسط المادة السوداوية المفرزة من فسادهم و التي عتمت على أرضنا وسمائنا وعليهم لملمت تلك المادة الفاسدة في المنطقة فانتظروا إنا معكم من المنتظرين.
ونريد ان نذكر إمبراطوريات الفساد في المنطقة أن حرية الرأي والتعبير ليست كما يريدوننا أن نتصورها على مقاس وحدود فسادهم ونهبهم لثرواتنا فلنا كامل الحق في معرفة وكشف كل ما يتعلق بالتعامل معها، وإذا كان رئيس الجمهورية الذي نذكرهم أنه أعلى سلطة داخل البلاد يصرح بالأرقام ويحث على القطع مع السياسة الإقطاعية الريعية في المنطقة.
فماذا تنتظرون منا أن نصفق على مجهوداتكم في النهب والتدمير مثلا أم ماذا..؟؟!!
لقد كنا وسنظل مرآة أي مجتمع لكشف حالات الضعف والفساد في مختلف الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وهي الفضاء الواسع والوسيلة المؤثرة في التغير وشحن الهمم وتحريك غرائز الناس والتأثير عليهم ضد الظلم من خلال ما تعبر عنه بأسلوب يستطيع أن يلج الى عقول الناس ويرتقي بهم، فلا غرو أننا اليوم نقول بالفم الملآن أننا قررنا أن نتراجع عن اللباقة التي فرضناها على أنفسنا منذ البدء وأننا ماضون في تعرية الفساد ولن يثنينا عن ذلك أي تهديد أو وعيد من قبل الإرهاب المفروض اليوم علينا ولن يجدي التخويف بشتى أنواعه. لن نتعايش مع القيود من جديد، وسنستمر مادام الدم يجري في عروقنا والحبر في أقلامنا ومادامت الثقة موجودة بيننا وبين الساكنة التي نحييها على مختلف أشكال التضامن الذي أظهرته منذ حاول وجهاء "المنطقة الحرة " و " المصفقين " اليائسين إسكاتنا أو التخفيف من حدة تحقيقاتنا.
إنني اليوم نوجه نداءاتنا لمن يهمهم الأمر في البلاد عموما وفي المنطقة خصوصا أن يوقفوا هذه المسرحية الهزلية وأن يأخذوا تحقيقاتنا الصحفية بمحمل الجد وإلا فإننا عازمون على عدم التراجع ولن يثنينا أحد مهما على هودج ناقته وجاهه وسلطانه.
لقد عرفنا انواذيبو منذ صغرنا بطيبتها وتسامحها وعفوها عن المسيئ وإكرامها للدخيل. عرفناها منجم ذهب يغني عابري السبيل عن مذلة السؤال كلما لجئوا لحضنها هربا من بؤس جهاتهم. فانواذيبو وحدها من أعطتهم مجالسها وثروتها وأرضها ومشاريعها وحقوقها. ولم تترك لأبنائها غير " تسناد لحيوط" وجولات شارع "دبي " التي نعرفها جميعا. انواذيبو وحدها من فتحت لهم الحساب فأرهقوها بالحساب.
انواذيبو وحدها من صبرت هذه السنين على حيفهم وتسلطهم وظلمهم ولن تقبل بعدها أن تستباح وقد أنجبت وربت ورعت أجيال تعي أن الغيرة ملكة الشرفاء. وأنها مهما بلغت في مزادهم من أثمان فلن يستطيعون شرائها بأموالهم ولاقتلها في النفوس أو سجنها بالفلوس.
ختاما. آن الأوان لنقف للفساد والريع والعدمية بالمرصاد. فالزمن ليس زمن مصالحي وإن جارت علي عزيزة..
فالنهاية تشهد بصحة الصحيح ويضحك اخيرا من يضحك كثير