العيد في القرية.. نكهة خارج الروتين

اثنين, 08/12/2019 - 20:51

لا شيء يضاهي طمأنينة العيد في القرى البعيدة عن صخب المدينة وروتينها الممل والمتشابه، ففي القرية تلتقفك ذكريات ممزوجة بطعم الطفولة وسنوات الأوراق، زمن كالربيع حل وزالا..  ليت أيامه خلقن طوالا.
يتسامر الأطفال أن أصبح العيد، إنه عيد جديد لبني قريتنا الجميلة، وسط زغاريد وهتافات أغلبها يأتي من بعيد، ثم بأصوات فقاعات تقترب حينا وتبتعد أحيانا كثيرة.
لا شيء يستلهمك أكثر من النظر في دراعة طفل أو رمباية طفلة. كلها أزياء جديدة تفوح منها رائحة السوق، تلك الرائحة التي لطالما حلم بها أبناء القرى، رائحة لا تبطأ أن تزول وتبذل لتحل محلها رائحة الشواء وآثار اللحوم الطرية.
نصلي العيد في منطقة مرتفعة ترى من كل أحياء القرية، إمام خطيب ويرى المناسبة فرصة لصلة الرحم وتبادل الصدقات والهدايا والتعلق بالهدي الرباني. حين تنقضي الصلاة تراهم في سريع خطى كل نحو شاته، مهبط طويل هو ذاك الذي يحول بين منزلنا والمصلى المرتفع، نذبح شاتنا.. حكايات تبدأ من هنا: كيف وجدتهم شاتكم؟ كيف كان مستوى شحمها؟ تعم تلك الحكايات أرجاء القرية أو على الأقل كل طرف منها.
يهدأ الحال وتلقي بنظرك نحو كل اتجاه، من بعيد... تشاهد مدرستك الابتدائية التي ربتك ووجهتك نحو ما أنت فيه، جدران قديمة وأخرى حديثة بآثار الصباغة والصيانة تنسيك في النظر إليها... تتذكر كم كانت طفولتك بريئة، وكم كانت هذه المدرسة جليلة.
في المساء تبدأ رحلات صلة الأرحام والأقارب، رحلات ممزوجة بكثير من الود والطمأنينة.
هكذا إذا فإن قضاء العيد في القرى هو متعة لا تضاهيها متعة، فبقدر ما يسعدك دفئ العائلة، بقدر ما تتناسى روتين المدينة الصاخب.
عيدكم مبارك سعيد.
د. محمد امبارك ولد البانون

الفيديو

تابعونا على الفيس