لم يكن سقوط نظام الأسد في سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول أمرًا متوقعًا لدى أي من دول المنطقة أو العالم، بل حتى لدى إدارة العمليات العسكرية التي قادت العملية، رغم إصرار بعض المحللين على أنه أمر مخطط له.
يعيش لبنان في هذه الأيام حقبةً حاسمةً من تاريخه السياسي، تشتد فيها وطأة الأزمات وتتفاقم فيها معالم التحديات. لقد آل الأمر إلى انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، في لحظة عصيبة يحيا فيها الوطن على حدِّ السيف بين أمواج متلاطمة من الأزمات الاقتصادية والتصدعات الاجتماعية.
لا شك أن القاعدة الشعبية للسياسي المخضرم والرائد المبدع، إدوم ولد عبيد الله، لم تعد تقتصر على مقاطعة السبخة التي انطلقت منها مسيرته السياسية الحافلة بالظفر والانتصار، وأن كفته السياسية راجحة في ولاية لعصابه بشكل واضح، وتأثيره السياسي يغطي خريطة الوطن.
تنوّعت تكتيكات المقاومة بعد أكثر من عام من الكرّ والفرّ مع قوات الاحتلال. فمع كل مرحلة جديدة تعمد المقاومة إلى تنويع أساليب الهجوم. وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر/ كانون الأول كانت ثورة السكاكين والاختراقات والأحزمة الناسفة، إضافة إلى المخزون التقليدي الذي رافق المعركة منذ بداية العدوان.
بدون مراجعة الخلفيات والدوافع الحقيقية، لا يمكن فهم السياق والحيثيات الدقيقة التي اعتمدت عليها الإدارة الأميركية المغادرة بعد أيام لفرض عقوبات على قائد مليشيا الدعم السريع، بعد ما يقارب العامين من استعار الحرب المدمّرة في السودان، وفرض عقوبات سابقة على شقيقَيه وعدد من قادة المليشيا المتمردة.
في مقاطعة السبخة، و في صيدليته العامرة، تعرّفت على نور الدين سيدي عالي فرانسوا، الصيدلاني الخبير صاحب التجربة الواسعة، الذي كان شامخًا في قامته الجليلة ووقاره الواضح بين رفوف صيدليته التي كانت تزخر بأنواع الأدوية.
مع دعوة الزعيم القومي دولت بهتشلي، الزعيمَ التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لإعلان حل التنظيم ووقف عملياته، وإبداء الأخير استعداده للعب دور إيجابي و"إلقاء الخطاب اللازم"، تبدو تركيا على أعتاب مسار سياسي جديد لحل نهائي للمسألة الكردية، وبفرص أفضل بكثير من التجربة السابقة.
حسنًا فعلت الإدارة السورية الجديدة أن بادرت للتعاون مع المسؤولين عن المتاحف والآثار السورية لحماية المنشآت الأثرية من التعرض للنهب أو التدمير مع سقوط النظام السابق، ويبقى أن حال الآثار في تلك البلاد التي عاشت حربًا مدمرة، لا يزال يثير قلق المهتمين بهذا التراث الذي يجسد بعضًا من أهم الحقب التاريخية.
منذ تعرفي على گي الحاج، الشاب الموريتاني المنحدر من مقاطعة السبخة، خلال الانتخابات البلدية والنيابية، أيقنت أنني أمام شخصية فريدة. لم أكن أعرفه من قبل، لكن ما إن تواصلت معه، حتى وجدته شابًا يتحلى بأخلاق رفيعة وتواضع استثنائي.