المأمورية الثانية للرئيس ضمان لأمن البلد و استقراره . بقلم د. محمد الراظي بن صدفن

خميس, 04/25/2024 - 09:33

يقاس نجاح الدولة من عدمه في العرف السياسي بالرجوع إلى طبيعة نظامها السياسي و المبادئ و القيم التي تحكمها، علاوة على القواعد التي يقوم عليها "عقدها الاجتماعي". وهذا الأخير يمثل العلاقة بين الحاكم و المحكوم ويجب أن ينطلق من مبادئ المساواة و العدل وضمان الحريات الفردية و الجماعية وتأمين الناس و صيانة كرامتهم
وهي في الواقع أمور تشكل مجتمعة أساس المواطنة في الدولة المدنية العصرية.
وقد خطت الدولة الموريتانية في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خطوات جبارة على طريق الاستقرار السياسي من
خلال الإصلاحات المعتمدة في مجالات ترسيخ الوحدة الوطنية و دعم عوامل الانسجام الاجتماعي و توفير التهدئة السياسية و تحسين الظروف المعيشية للفئات الهشة و تعزيز المدرسة الجمهورية و تطوير البنية التحتية التعليمية والصحية والولوج لمختلف الخدمات الأساسية و تنويع الاقتصاد الوطني.
أما في المجال الدبلوماسي فقد أعاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الاعتبار لعلاقات موريتانيا الخارجية المبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الشعوب الشقيقة والصديقة و الدفع بعلاقات التعاون مع تلك الدول خدمة للمصالح العليا لشعبنا.
ولا شك أن تولي سيادة الرئيس لمنصبي رئيس مجموعة دول الساحل و رئيس الاتحاد الإفريقي على التوالي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك مستوى الثقة التي يحظي بها الرجل في دوائر صنع القرار على المستوى الإفريقي و الدولي
و يؤهله لكسب الرهان في معالجة عديد
الملفات الأخرى خلال مأموريته الثانية.
كما يحسب اليوم لفخامة الرئيس، نجاحه في ملف تأمين الحدود وضبط تدفق المهاجرين الذي ظل إلى وقت قريب من الملفات الشائكة إقليميا ودوليا، وكان عبئا على موريتانيا فتحول بالحكمة والحنكة إلى ورقة رابحة أحسن الرئيس استغلالها في الوقت المناسب من أجل مصلحة موريتانيا.
وقد كشفت الأحداث الاخيرة على الحدود مع الجارة الشرقية مالي وما شهدته من من اعتداءات لعسكريين ماليين على مواطنين موريتانيين في المناطق المتاخمة للحدود المالية، حكمة رئيس الجمهورية وخبرته الأمنية والعسكريةورفضه الانجرار لمستنقع الفوضى التي يحاول البعض جره إليها، فجاءت إدانة الموقف الموريتاني الرسمي و الشعبي لهذا الاعتداء السافر قوية وحملت رسائل مشفرة فهمها الانقلابيون في سياقها واحجموا عما كانوا بصدده من طيش وصبيانية، ورغم ان بعض من يهرفون بما لا يعرفون اتخذوا من هذا الموقف ذريعة للمزايدة السياسية على الرئيس ونظامه، فقد ابان لهم الواقع أن سيادة الرئيس هو مهندس المقاربة الأمنية الناجحة في منطقة الساحل خلال العقد الماضي، ولذلك فقد كان حريصًا منذ تسلمه للسلطة سنة2019م
على تنمية الولايات الشرقية من خلال إدراج الثروة الحيوانية ضمن أولويات الاستثمار الاقتصادي وتقديم حزمة مشاريع تنموية في إطار جهود الحكومة
الرامية إلى تحقيق تنمية جهوية مندمجة.
و من هذا المنظور و بناء علي المكاسب التي تحققت خلال المأمورية الأولى ، فإنه
من واجب كل الموريتانيين الغيورين على هذا الوطن المؤمنين بوحدته و انسجام مكوناته الساعين للعيش في كنفه بأمن وأمان، الالتفاف حول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمواصلة بناء مشروعه المجتمعي في العهدة الثانية التي نعتبرها عنوانا بارزا لموريتانيا آمنة و مستقرة قوية و موحدة و متصالحة مع ذاتها.