لماذا أمر الله بني إسرائيل بذبح البقرة؟ سيكولوجية القصص القرآني

جمعة, 12/29/2023 - 14:11

أهمية هذا اللون من التفسير.

فالقصة القرآنية بوجه عام، قد شرَّحت النفس البشرية، وبينت جوانب انفردت بها عن جميع القصص البشري والسماوي السابق، سواء أوضحت ذلك في القصة بشكل بيّن، أو ضمنته ضمن الدروس والعبر التي تستخرج منها، وهو ما لم يهتم ببيانه وإيضاحه المفسرون القدامى، للأسف، وإن بدا في بعض نظرات طفيفة منهم، وحاولت دراسات أكاديمية معاصرة، أن تقترب من ذلك، لكن دون الإفاضة والإحاطة الكاملة بذلك.

أطروحة عن الموضوع
ورغم صدور رسالة دكتوراه بعنوان: (سيكولوجية القصة في القرآن) للتهامي نفرة، سنة 1971م- وهو كتاب رائد ومهم في الموضوع، وإن أطال الكاتب النفَس في الجزء النظري عن القصة القرآنية، وهل هي أسطورة أم لا؟ وعند حديثه في الجانب التحليلي للقصة القرآنية، وذكر نماذج منها، وهي عمل مهم في الباب- لكن حَكمته متطلبات البحث الأكاديمي، من حيث تحديد مساحة البحث، ولم يكن بإمكانه تناول القصص القرآني كاملًا.

وقد كان المأمول منه بعد الأطروحة، أن يبني عليها بأعمال تكمل ما بدأه، كما رأينا في نموذج الأستاذ سيد قطب، عندما كتب كتابه: (التصوير الفني في القرآن)، وقد كان النظرية التي وضعها للتعامل مع القرآن، ثم أتبعه بالتطبيق وأصدر كتابه: (في ظلال القرآن)، وهو ما لم نرَه للدكتور التهامي نفرة بعد عمله المهم.

وقد سبقه ولحقه عدد من العلماء المعاصرين من المعنيين بالدراسات القرآنية، أو بالتفسير، فالتقطوا لقطات مهمة في سيكولوجية القصص القرآني، والجانب النفسي المهمّ في القصص، سواء كان القصص متعلقًا بالرسل والأنبياء، أم متعلقًا بالجبابرة والحكّام الذين واجهوهم، أو قصص المؤمنين، أو قصص الكافرين أو

القرآني، والجانب النفسي المهمّ في القصص، سواء كان القصص متعلقًا بالرسل والأنبياء، أم متعلقًا بالجبابرة والحكّام الذين واجهوهم، أو قصص المؤمنين، أو قصص الكافرين أو الملحدين عبر التاريخ من خلال القصة القرآنية، ونسوق بعض هذه اللفتات التي تدل على أهمية أن يكون هناك عمل كامل وليس مجرد وقفات محدودة.

القصص القرآني وعلم نفس الجريمة
اهتمت بعض كتب المعاصرين ممن تناولوا القصة القرآنية، بما يسمى: (علم نفس الجريمة)، وبخاصة عند دراسة خصوم الإسلام وأعدائه، وبخاصة حديث القرآن عن بني إسرائيل، وبدا هذا الاهتمام يزداد بعد عودة العداء واحتلال أراضيهم، فاهتمت كتب بقصص بني إسرائيل، وتشريح صفاتهم الخُلقية والنفسية، وذلك من خلال عرض آيات القرآن في حديثه عن قصصهم مع أنبيائهم، ومع نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم.